هل تريد قراءة المزيد عن علم النفس ؟

علم النفس الإيجابي  :  علم حياة أكثر إرضاء

Post Author بقلم: Allomonpsy 26 أكتوبر 2022

علم النفس هو علم الذي يدرس السلوك الإنساني على أنه استجابة لمثير. وتختلف الاستجابات باختلاف المثيرات، بالإضافة إلى دراسة أثر الوراثة والبيئة الداخلية والخارجية للفرد على اتجاهاته وتفاعلاته مع ذاته ومع مجتمعه. فيدرس هذا العلم التفاعلات السلوكية للفرد بأنواعها اللفظية؛ الحركية، والعقلية، والعاطفية أو الوجدانية، والعلاقات المتلازمة فيما بينها ; لغرض فهم هذا السلوك وإيجاد الطرق المناسبة لتحليله وفهمه ; والتنبؤ بالمشكلات والعوائق التي من الممكن أن تتعارض مع الفرد في موقف معين وردود فعله المتوقعة تجاهها. كما يساعد علم النفس بصفة عامة على فهم أنماط الشخصيات المختلفة وتوقّع انطباعاتها وتصوراتها والمواقف المتباينة لها. ولذلك تكثر الفروع العملية لعلم النفس في العصر الحديث كعلم نفس الصناعة، وعلم النفس الجنائي، وعلم النفس الاجتماعي، وغيرها الكثير من الفروع والتصنيفات التي يُعالج كل منها مجالا معينا

أحد أكبر الأسئلة لكل عصر هو : كيف يمكن للمرء أن يكون سعيدا حقًا ؟ هذا هو السؤال الذي يهدف علم النفس الإيجابي والأبحاث المتعلقة به إلى الإجابة عنه

ما علم النفس الإيجابي؟

علم النفس الإيجابي هو تيار حديث في علم النفس يقدم منظورا جديدا في النظرة إلى قضايا الإنسان النفسية و الوجودية هو علم ودراسة الصفات الإيجابية للحياة – الرفاهية والسعادة والرضا والقدرة على الازدهار في حياتنا اليومية. يدرس ما يساهم في بناء حياة هادفة غنية بالمعنى الذي يسمح للفرد بالازدهار

مارتن سيليجمان هو أحد الشخصيات البارزة في هذا المجال، و قد سلط الضوء على ثلاثة أهداف لعلم النفس، مشيرًا إلى أهميتها في الدراسة الشاملة للسعادة حيث قال; “يجب أن يهتم علم النفس بالقوة البشرية بقدر اهتمامه بالضعف”. وأضاف: “يجب أن يهتم أيضًا ببناء أفضل الأشياء في الحياة كما هو الحال في إصلاح الأسوأ ، ويجب أن يهتم بجعل حياة الأشخاص العاديين مُرضية ، ورعاية المواهب كما هو الحال مع علاج الأمراض”. بشكل عام ، تشكل هذه الأهداف أساس علم النفس الإيجابي

لماذا علم النفس الايجابي مهم ؟

 الهدف الرئيسي لعلم النفس الإيجابي هو تشجيع الناس على اكتشاف وتطوير صفاتهم ، بدلاً من توجيه جهودهم لتصحيح نقاط الضعف. يؤكد علم النفس على أهمية تغيير الأفكار السلبية للناس إلى أفكار إيجابية من أجل تحسين نوعية الحياة . فإن الإيجابية هي أحد المحركات الرئيسية للحياة. يمر كل واحد منا بمراحل إيجابية وسلبية طيلة حياته; ولكن من السهل التركيز على السلبية وتجاهل الطرق التي يمكننا بها استخدام المشاعر الإيجابية لعلاج السلبيات

في معظم تاريخها ، ركز البحث النفسي على نقاط الضعف والتشوهات النفسية التي تجعل البعض منا مختلفًا عن . تشمل هذه النتائج مشاكل للصحة العقلية التي يعاني منها الكثير منا ، بما في ذلك القلق والاكتئاب. ومع ذلك، تركز أبحاث علم النفس الإيجابي أكثر على التفسير العلمي للتفكير والسلوك الإيجابي

لا ينكر علم النفس الإيجابي وجود النقص والعيوب في أفكارنا وأفعالنا

يركز علم النفس الإيجابي للانتباه على الخبرات الذاتية الإيجابية للبشر مثل السعادة و جودة الحياة الإنسانية ; إضافة إلى الخصال أو الخصائص الإنسانية الإيجابية مثل مكامن القوة والفضائل والأخلاق

يركز علم النفس الإيجابي على ثلاثة مجالات رئيسية ، فيما يلي وصف لهذه المجالات

المشاعر الايجابية : والتي تتكون من الرضا بالماضي، والسعادة الحالية، والأمل في المستقبل

الصفات الإيجابية : والتي تتضمن الشجاعة، والمرونة، والفضول، ومعرفة الذات، والنزاهة، والرحمة، والإبداع

المؤسسات الإيجابية : والتي تشمل المؤسسات المجتمعية، التي يمكن أن تستفيد من التركيز على الأدوات المطوّرة في أبحاث علم النفس الإيجابي

في أثناء العلاج النفسي، تتعرف على حالتك وحالاتك المزاجية ومشاعرك وأفكارك وسلوكياتك. يساعدك العلاج النفسي على تعلم كيفية السيطرة على حياتك وتحمل المواقف الصعبة من خلال مهارات التكيف الصحي

ما هو العلاج النفسي الإيجابي؟

هناك العديد من أنواع العلاج النفسي، لكل منها منهجها الخاص. يعتمد نوع العلاج النفسي المناسب لك على وضعك الفردي. يُعرف العلاج النفسي أيضًا باسم العلاج بالحوار

العلاج النفسي الإيجابي هو نهج علاجي جديد نسبياً، يتأثر بكل من المقاربات الإنسانية والديناميكية النفسية للتشخيص والعلاج، ينصب تركيزها بشكل رئيسي على الابتعاد عما هو خطأ أو النواحي السلبية للفرد، بدلاً من ذلك التحرك نحو ما هو جيد وإيجابي، يتناقض العلاج النفسي الإيجابي مع التدخلات القياسية للاكتئاب من خلال زيادة المشاعر الإيجابية والمشاركة والمعنى بدلاً من الاستهداف المباشر لأعراض الاكتئاب

تستعمل غالبا أساليب متعددة للعلاج النفسي الايجابي، بما في ذلك استخدام القصص والأفكار والاستعارات متعددة الثقافات لمساعدة الأفراد على تكوين رؤية جديدة لصحتهم العقلية بطرق إيجابية. في الغالب ما يقوم المعالجون بدعوة الفرد لوضع نفسه في القصص المستخدمة; بحيث يصبحون نشيطين في عملية الشفاء بطريقة قوية وبذلك يصبحون مساهمين في شفائهم. تؤكد النظرية العامة أن هناك ثلاثة مبادئ أساسية يجب معالجتها للسماح بحدوث ذلك 

مبدأ الأمل: يشجع هذا المبدأ الفرد على التركيز على الإيجابية العامة للإنسانية، كما يُنظر إلى التجارب السلبية على أنها ذات غرض أعلى مع إعادة صياغة إيجابية، يتم تشجيع إعادة صياغة الاضطرابات كإشارات على وجود خلل يتطلب المعالجة

مبدأ التوازن: يفحص هذا المبدأ كيف نشعر بالاستياء وطرق المواجهة التي قد نستخدمها لمعالجة هذا الأمر،

تظهر الأعراض السلبية عندما لا تعمل أساليب التأقلم و تكون مجالات حياتنا غير متوازنة مع عدم الرضا الذي يؤثر على طريقة تفكيرنا وشعورنا

مبدأ الاستشارة: يحدد هذا المبدأ المراحل الخمس للعلاج التي يجب العمل من خلالها لمعالجة أي قضايا تنشأ في المبدأين المذكورين أعلاه، لتحقيق نتيجة إيجابية ومنها الملاحظة؛ حيث يقدم الفرد سرداً للقضايا أو التحديات أو المواقف التي تزعجه وتلك التي تجعله سعيد، كذلك الجرد؛ حيث يعمل المعالج والفرد معاً لاستكشاف وإبراز العلاقة بين المشاعر والقدرات الحقيقية للفرد، أيضاً دعم الظرفية؛ حيث يُطلب من الفرد التركيز على سماته الإيجابية وسمات الأشخاص من حوله الذين يقدمون له الدعم بشكل كبير

جميعنا نعاني من اضطرابات نفسية نتيجة تعرضنا للعديد من المواقف السلبية، ويمكن حلها ببساطة عن طريق العلاج النفسي. لا ينوي علم النفس الإيجابي أن يحل محل علم النفس التقليدي ; ولكن لإضافة لبنة إلى الأساليب المتاحة لتعزيز الرفاه الفردي والجماعي