اضطرابات طيف التوحد: الأعراض، الأسباب و العلاج
بقلم: Allomonpsy
3 نوفمبر 2022
تشير التقديرات إلى أن واحدا من كل 160 شخصا في جميع أنحاء العالم مصاب باضطراب طيف التوحد. هذا التقدير ليس سوى متوسط ويختلف الانتشار المبلغ عنه اختلافا كبيرا بين الدراسات. و لا يزال انتشار هذه الاضطرابات في العديد من البلدان منخفضة و متوسطة الدخل غير معروف
إن قدرات واحتياجات الأشخاص المصابين بالتوحد متغيرة بمرور الوقت، حيث أن بعض المصابين بالتوحد قادرون على العيش بشكل مستقل ،في حين أن البعض الآخر يعاني من إعاقات شديدة تتطلب رعاية ودعم مدى الحياة
ما هو اضطراب التوحد؟
اضطرابات طيف التوحد هي الحالات التي يواجه فيها الأفراد صعوبة في خلق علاقات اجتماعية عادية أو استخدام اللغة بشكل سليم، أو يعجزون عن استخدامها بشكل مطلق، و يبدون سلوكيات مقيدة أو تكرارية مثل مواجهة صعوبة في التواصل مع الآخرين والارتباط بهم
تكون لدى المصابين باضطراب التوحد أيضا أنماط سلوكية و/أو اهتمامات و/أو أنشطة محدودة، و يتبعون في غالب الأحيان روتينا صارما في حياتهم
أعراض التوحد
صعوبة التواصل
يعاني الأطفال المصابون بالتوحد من تشوهات في التواصل اللفظي أو غير اللفظي سواء من حيث الفهم أو التعبير. نتحدث عن الايكولاليا عندما يكرر الطفل باستمرار كلمة أو جملة مسموعة دون أن يفهم بالضرورة المعنى وأحيانا دون السياق المناسب لها. يخضع التواصل غير اللفظي أيضًا للتغييرات: عدم الإشارة بالإصبع ، سوء فهم استخدام التنغيم أو تعبيرات الوجه ، عدم التعرف على المشاعر ، بالإضافة إلى القليل من تعبيرات الوجه
تعقيدات في العلاقات الاجتماعية
يظهر في الأطفال المصابين بالتوحد صعوبات في النمو وفهم التفاعلات الاجتماعية. خلافا للاعتقاد الشائع ، ليس كل الأطفال المصابين بالتوحد “في فقاعتهم”. يرغب بعض المصابين بالتوحد في التواصل مع أشخاص آخرين ، لكنهم لا يعرفون بالضرورة كيفية القيام بذلك حيث ستبدو تفاعلاتهم في كثير من الأحيان غير مناسبة. يجد الأطفال المصابون بالتوحد صعوبة في فهم ومشاركة أفكار ومشاعر الآخرين مما يجعلهم يبدون عموما اهتماما ضئيلا أو لا يهتمون بالألعاب الجماعية أو تلك التي تتضمن التظاهر
السلوك والأنشطة
يقوم الأطفال المصابون بالتوحد بسلوكيات متكررة ونمطية ويركزون على الأنشطة والاهتمامات المقيدة. تتجلى هذه الاضطرابات في إيماءات (الهز ، والتصفيق ، وما إلى ذلك) وفي استخدام للأشياء (المحاذاة ، والاستخدام المتكرر لنفس الشيء ، وما إلى ذلك). سيحتاج الأطفال المصابون بالتوحد أيضًا إلى نمط حياة روتيني. في الواقع ، يمكن لأدنى تغيير أن يسبب لهم ضائقة كبيرة أو ردود فعل عاطفية جد سلبية
أسباب التوحد
حتى الآن ، تتباين أسباب التوحد على نطاق واسع ، ولم يُظهر أي من مراكز البحث والأبحاث الطبية سببا واضحا ونهائيا ، فمن بين الأسباب التي حددتها الدراسات نجد
أسباب بيولوجية
الحمض النووي
الحمل غير الآمن
التغذية غير الآمنة
الإصابة بالأورام الدماغية
التعرض للسموم البيئية
العلاجات المقترحة للتوحد
لا يوجد علاج للتوحد، و لكن تساعد بعض العلاجات وخدمات الدعم النفسي والعاطفي الطفل المصاب بالتوحد على تحسين الأعراض ونمط حياته، وتتضمن أساليب العلاج ما يلي
العلاجات السلوكية والاتصالية : تعالج العديد من البرامج الصعوبات الاجتماعية واللغوية والسلوكية المرتبطة باضطراب طيف التوحد. وتركز بعض البرامج على الحد من السلوكيات المثيرة للمشاكل، وتعليم مهارات جديدة. إضافة إلى تعليم الأطفال كيفية التصرف في المواقف الاجتماعية أو التواصل بشكل أفضل مع الاخرين
العلاجات التربوية : غالبا ما يستجيب الأطفال المصابون باضطراب طيف التوحد جيدا للبرامج التربوية التي تتميز بدرجة عالية من التنظيم. وتتضمن البرامج الناجحة عادة فريقًا من الاختصاصيين، ومجموعة متنوعة من الأنشطة لتحسين المهارات الاجتماعية ومهارات الاتصال والسلوك. وغالبا ما يظهر الأطفال قبل سن المدرسة ممن يحظون بتدخلات سلوكية فردية مركزة تقدما جيدا
العلاج الأسري : يمكن أن يتعلم الآباء وأفراد الأسرة الآخرون كيفية اللعب والتفاعل مع أطفالهم المرضى بطرق تحفز المهارات الاجتماعية وتعالج المشكلات السلوكية وتعلمهم مهارات الحياة اليومية والتواصل
العلاجات الأخرى : بناء على احتياجات طفلك، فإن علاج النطق لتحسين مهارات التواصل، والعلاج المهني لتعليم أنشطة الحياة اليومية، والعلاج الطبيعي لتحسين الحركة والتوازن قد يكون مفيدًا. وقد يوصي المعالج النفسي بإتباع طرق لعلاج مشاكل السلوك
الأدوية : ليس هناك أي دواء في إمكانه تحسين العلامات الأساسية لاضطراب طيف التوحد، ولكن هناك أدوية معينة تساعد على السيطرة على الأعراض. فعلى سبيل المثال، قد توصف بعض الأدوية لطفلك في حال كان يعاني من فرط النشاط؛ تستخدم الأدوية المضادة للذهان أحيانًا في علاج المشكلات السلوكية الحادة؛ كما قد توصف مضادات الاكتئاب لعلاج القلق
